skip to Main Content

مكتب عنبر:
عبق التاريخ وجمال العمارة الدمشقية

قصر الثقافة… مكتب عنبر

يُعد مكتب عنبر أحد أبرز المعالم التاريخية في دمشق القديمة، حيث يجسد أصالة العمارة الدمشقية وروعة تصميمها. لطالما كان للجمال تأثيرٌ ساحر، يجذب الناس ويحفّزهم على استكشافه، وهذا ما يجعل مكتب عنبر من أهم الوجهات الثقافية والسياحية في المدينة.


مراحل تطور مكتب عنبر

في بداياته، كان مكتب عنبر مدرسةً تنتهي بالصف التاسع فقط، وأُطلق عليه اسم “مكتب إعدادية ملكية” للتمييز بينه وبين المدارس العسكرية، مثل المدرسة الرشدية العسكرية الابتدائية التي كانت مقرها في البحصة، ومدرسة الإعدادي العسكري التي كانت في جامع تنكز.


مكتب عنبر: تحفة معمارية دمشقية

يتميز مكتب عنبر بكونه نموذجًا رائعًا للبيوت الدمشقية التقليدية، إذ يحتضن الداخل إليه جدرانًا مزخرفة بزخارف عربية بديعة، وتزين أرضياته الرخام المفصص الذي يضفي عليه لمسةً من الفخامة. كما تملأ الأشجار المزهرة باحاته الداخلية الواسعة، حيث تتوسطها بحرة رخامية تحيط بها عريشة خلابة، مما يمنح المكان أجواءً ساحرة تمزج بين الأصالة والجمال.


موقع مكتب عنبر

يقع مكتب عنبر في قلب دمشق القديمة، وسط أزقتها المتعرجة وشوارعها الضيقة ذات الطابع التاريخي. يتمركز المبنى في شارع مدحت باشا، الذي يمتد بين باب الجابية وباب شرقي، ويقود الزائر إلى معالم دمشقية بارزة مثل سوق الحميدية وحديقة عامة، مما يجعله موقعًا استراتيجيًا يجسد روعة النسيج العمراني للمدينة القديمة.


مكتب عنبر في العهد العثماني

افتُتح مكتب عنبر عام 1887 – 1888م تحت اسم “مكتب إعدادية ملكية”، وكانت الدراسة فيه تصل إلى الصف التاسع فقط. لاحقًا، ومع سياسة التتريك التي فرضها زعماء الاتحاد والترقي في إسطنبول، أصبحت اللغة التركية هي اللغة الرسمية في دوائر الدولة، وتمت إضافة الصفوف حتى الحادي عشر، ليُصبح المدرسة الثانوية الكاملة “سلطان مكتبي”.


مكتب عنبر في العهد الفيصلي

بعد جلاء السلطة العثمانية عن سوريا، استعاد مكتب عنبر هويته العربية، وتم تغيير اسمه إلى “مدرسة التجهيز ودار المعلمين”. شهد المكتب نهضةً ثقافيةً بفضل الأساتذة العرب الذين أحيوا التراث العربي ونشروا الفكر القومي في صفوف الطلاب. ورغم انتهاء الحكم العثماني، ظل بعض الموظفين الأتراك في المكتب، مثل الحارس كاظم آغا، والنجار رجب آغا، والطباخ شاكر آغا.


مكتب عنبر في عهد الاحتلال الفرنسي

خلال الاحتلال الفرنسي، لعب مكتب عنبر دورًا محوريًا في بث الروح الوطنية بين السوريين، إذ كان أول من نبّه إلى مأساة فلسطين وسلّط الضوء على وعد بلفور المشؤوم.


مكتب عنبر في عهد الاستقلال

بعد الاستقلال، تحوّل مكتب عنبر إلى مقر معهد التجهيز والفنون النسوية لعدة سنوات. ثم، في عهد الرئيس حافظ الأسد، أصبح مكتب عنبر “قصر الثقافة الشعبية”، وخضع لعمليات ترميم واسعة بإشراف وزارة الثقافة ومحافظة دمشق، مما أعاد له رونقه القديم، ليصبح اليوم منارةً ثقافيةً تعكس تراث دمشق العريق.

Back To Top