عشق دمشق تغنى بها الشعراء على مر القرون ،،نظموا القصائد بسحرها وجمالها ،، تغنوا بقاسيون…
بناء مدينة دمشق
المصادر:
1- تاريخ مدينة دمشق / لأبن عساكر الامام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله.
2- معجم البلدان / للشيخ الإمام شهاب الدين أي عبد الله ياقوت الحموي الرومي البغدادي.
3- محاسن الشام / لابن منظور.
4- الباحثة نبيلة القوصي
أقوال في تسمية دمشق ونشأتها:
قال ابن عساكر: في تاريخ مدينة دمشق. وابن منظور في محاسن الشام.
إن أول حائط وضع على وجه الأرض بعد الطوفان حائط حران (وحران هي قرية بالجزيرة على طريق الموصل والشام والروم، بينها وبين الرها يوم وبين الرقة يومان) ودمشق ثم بابل.
والرواية الثانية: لما هبط نوح من السفينة وأشرف من جبل حِسمى رأى تل حران بين نهرين (جلاب وديصان) فأتى حران فخطها ثم أتى دمشق فخطها فكانت حران أول مدينة خُطت بعد الطوفان ثم دمشق.
وقال الرازي: أن الله بعث لأصحاب الرس نبياً يقال له حنظلة بن صفوان فكذبوه وقتلوه، فسار عاد بن عَوَص بن إرم بن سام بن نوح فنزل بالأحقاف، وأهلك الله تعالى أصحاب الرس وانتسبوا ولد عاد في اليمن كله، وفشوا مع ذلك في الأرض حتى نزل جيرون بن سَعد بن عاد بن عوص بدمشق وهي مدينتها، وسماها جيرون وهي إرم ذات العماد، فبعث الله تعالى هود بن عبدالله بن رباح بن خالد بن الخلود بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح نبياً إلى عاد يعني إلى أولاد عاد بالأحقاف فكذبوه فأهلكهم الله تعالى.
عن وهب بن مُنية قال: ودمشق بناها العازر غلام إبراهيم الخليل وكان حبشياً وهبه له نمرود بن كنعان حين خرج إبراهيم من النار، وكان اسم الغلام دمشق فسماها على اسمه، وذلك بعد الغرق. وكان إبراهيم عليه السلام جعله على كل شيء، وسكنها الروم بعد ذلك بزمان.
وقالوا: كان في زمان مُعاوية بن أبي سفيان رجُل صالح بدمشق من المعوزين وكان يقصده الخضر عليه السلام في أوقات يأتيه فيها فبلغ معاوية بن أبي سفيان ذلك. فجاء إليه وقال: بلغني أن الخضر ينقطع إليك، فأحب أن تجمع بيني وبينه عندك فقال له: نعم فجاءه الخضر على الرسم، فسأله الرجل ذلك، فأبى عليه وقال: ليس إلا ذلك سبيل. فعرف الرجل ذلك إلى معاوية فقال: قل له: قد قعدنا مع من هو خير منك وحدثناه وخاطبناه وهو محمد صلى لله عليه وسلم، وكلف أسأله عن إبتداء بناء دمشق كيف كان فقال: نعم صرت إليها رأيت موضعها بحراً مُستجمعاً فيه المياه ثم غبت عنها خمسمائة سَنة، ثم صرت إليها فرأيتها غيضة، ثم غبت عنها خمسمائة سنة ثم صرت إليها فرأيتها بحراً كعادتها الأولى، ثم غبت عنها خمسمائة عام وصرت إليها فرأيتها قد ابتدأ فيها البناء ونفرٌ يسيرٌ فيها.
وقيل أنه لما رجع ذو القرنين من المشرق وعمل السد بين أهل خُراسان وبين يأجوج ومأجوج وسار يريد المغرب، فلما أن بلغ الشام وصعد على عقبة دُمّر أبصر هذا الموضع الذي فيه اليوم مدينة دمشق. وكان هذاالوادي الذي يجري فيه نهر دمشق غيضة أرز. والأرزة التي وقعت في سنة ثلاثمائة وثلاث عشرة من بقايا تلك الغيضة. فلما نظر ذو القرنين إلى تلك الغيظة وكان هذا الماء الذي في هذه الأنهار اليوم مفترق_ مجتمعاً في واد واحد. فأخذ ذو القرنين يتفكر كيف يبني فيه مدينة. وكان له غلام يقال له دمشقيين، قال له ذو القرنين: ارجع إلى الموضع الذي فيه الأرز، فاقطع ذلك الشجر و ابنِ على حافة الوادي مدينة وسَمّها (دمشق) على اسمك، فهناك يصلح أن يكون مدينة، وهذا الموضع بحرها ومنه ميرتها يعني (البثينة وحوران)، فرجع دمشقيين ورسم المدينة وبناها وعمل لها حصناً. والمدينة التي كانت رسم دمشقيين هي المدينة الداخلة، وعمل لها ثلاثة أبواب: جَيرون مع ثلاثة أبواب البريد مع باب الحديد الذي في سوق الأسالفة، مع باب الفراديس الداخلة. هذه كانت المدينة، إذا أغلقت هذه الأبواب فقد أغلقت المدينة. وخارج هذه الأبواب كان مرعى، فبناها دمشق وسكنها ومات فيها وكان قد بنى هذا الموضع الذي هو المسجد الجامع اليوم كنيسة يعبد الله تعالى فيها إلى أن مات، وقيل: أن الذي بنى الكنسية اليونان، وقيل: بل وسعوها.
وقال بعض المفسرين في قوله تعالى:
وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ، قال: هي دمشق ذات قرار وذات رخاء من العيش وسعة ومعين كثيرة الماء،
وقال قتادة في قوله تعالى: وَالتِّينِ قال: الجبل الذي عليه دمشق، وَالزَّيْتُونِ: الجبل الذي عليه ببيت المقدس، وَطُورِ سِينِينَ: شعب حسن، وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ: مكه، وقيل: إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ: دمشق.
وفي الأخبار: أن إبراهيم عليه السلام، وُلد في غوطة دمشق في قرية يُقال لها برزه في جبل قاسيون، وعن النبي صلى الله علية وسلم أنه قال: إن عيسى عليه السلام، ينزل عند المنارة البيضاء من شرقي دمشق. ويقال إن المواضع الشريفة بدمشق التي يستجاب فيها الدعاء مغارة الدم في جبل قاسيون.
وقال أهل الثقة من أهل السرِ: إن آدم، عليه السلام، كان ينزل في موضع يعرف الآن ببيت آنات وحواء في بيت لِهيا وهابيل في مُقرى، وكان صاحب غنم، وقابيل في قنينه، وكان صاحب زرع، وهذه المواضع حول دمشق، وكان في الموضع الذي يعرف الآن بباد الساعات عند الجامع صخره عظيمة يوضع عليها القُربان فما يقبل منه تنزل نارٌ تحرقه ومالايقبل بقي على حاله، فكان هابيل قد جاء بكبش من غنمه وضعه على تلك الصخرة فنزلت النار فأحرقته، وجاء قابيل بحنطة من غلته فوضعها على الصخرة فبقيت على حالها، فحسد قابيل أخاه وقتله بحجر في قاسيون.
هذا وما رواه الحموي في معجم البلدان، قائلاً: إن (دمشق) مشتقة من دم شق أي شرب الدم ويعني هنا دم هابيل، لأن الأرض شربت دم هابيل عندما قتله قابيل.
ثم يُعطيها تفسيراً لغوياً عند بنائها من قبل دماشق الذي سماها باسمه “لأنهم دمشقوا في بنائها أي أسرعوا”.