عشق دمشق تغنى بها الشعراء على مر القرون ،،نظموا القصائد بسحرها وجمالها ،، تغنوا بقاسيون…
دمشق في عهد المماليك, اعتبر المماليك الذين حكموا البلاد بدءًا من 1250 دمشق ثاني مدنهم بعد القاهرة لموقعها الحربي وغنى أراضيها؛ واعتبروها مركز نيابة بلاد الشام.
وتتالت على دمشق في القرن الثالث عشر غزوات المغول المتلاحقة، وأشدها “غزوة غازان” التي وقعت في عام 1300، وقد بلغ عدد قتلى سكان المدينة حوالي مائة ألف شخص حسب ما نقل عن قدماء المؤرخين.
إلى جانب إحراق مكتباتها وأسواقها، غير أنهم فشلوا في اقتحام قلعتها لمناعة موقعها وحصانة سورها المزدوج، فخرجوا من المدينة وأعيدت الخطبة لسلطان مصر.
وفي عام 1402، قام المغول بحملة ثانية على دمشق بقيادة تيمورلنك، وقد أحرقت المدينة بما فيها الجامع الأموي، وسُبي منها بنتيجة الحملة عدد وافر من الصنّاع والحرفيين والعلماء إلى سمرقند.
ساهموا بنهضتها الثقافية. وفي عهد السلطان برسباي (1422 – 1438) أصيبت بلاد الشام بدءًا من حلب وانتهاءً بالكرك بوباء مجاعة، حتى مات الناس من الجوع أو من الطاعون، ولعلّ عدم إيلاء المماليك للزراعة الاهتمام الكافي من ساهم في انتشاره.
ويقول نقولا زيادة أنه لو لم تكن دمشق غزيرة المياه وخصبة الأراضي لما عادت إليها الحياة المزدهرة بسرعة ما كان، على أن المماليك لم يهملوا الزراعة فحسب بل الأمن أيضًا وباستثناء قلعة دمشق التي يتولى شؤون حراستها حامية معينة من القاهرة، فإن أحياء دمشق وحاراتها كانت معرضة لغزو البدو وقطاع الطرق.
هذا ما دفع أهالي الأحياء لتسليح أنفسهم وتنظيم فرق من أهالي الحيْ تتولى الدفاع عن الحي، ثم أصبح لهذه القوى من الأمن ذاتي ما يشبه نقابات خاصة؛ كذلك فقد حُصر بآل السيوفي منصب شيخ المدينة، يتناقله أعضائها بالوراثة.
ومن مهام شيخ المدينة تمثيل الأهالي ومطالبهم أمام الوالي، والتوسط لهم في القضايا المختلفة. رغم ذلك فإن عدد سكان المدينة كان ينمو باطراد وحينها كان حي الصالحية أكبرها، إضافة إلى ظهور أحياء جديدة وضواحي على أطرافها.
وإلى جانب النمو الديموغرافي فإن نموًا اقتصاديًا شهدته المدينة خلال القرنين الرابع عشر والخامس عشر، وقامت عدد من الأسواق كسوق الدباغين وسوق الخيل وسوق ساروجة الذي كان أكبرها وأسرعها نموًا.
وقد اهتم المماليك بتأسيس المدارس الشرعية الإسلامية ومنها المدرسة الظاهرية التي اشتهرت بزخرفتها، وأداروا ستة مستشفيات كبيرة تعرف باسم “البيمارستان” خلال مدة حكمهم.
ومنذ القرن الخامس عشر غدت دمشق مركزًا هامًا للصوفيين، وقد برز من المدينة خلال حكم المماليك عدد من الشعراء والمؤرخين والفقهاء وغيرهم.