عشق دمشق تغنى بها الشعراء على مر القرون ،،نظموا القصائد بسحرها وجمالها ،، تغنوا بقاسيون…
لحوالي الألف عام وبدءًا من 331 قبل الميلاد، كانت دمشق جزءًا من سوريا الأنتيكية، أساسًا عبر حكمي الدولة السلوقية ثم ولاية سوريا الرومانية؛ وخلال بعض الفترات كانت دمشق جزءًا من ممالك الحكم الذاتي السورية.
كدولة الأنباط في القرن الأول، ومملكة تدمر في القرن الثالث، ويذكر أن سكان دمشق استنجدوا بالملك النبطي الحارث الثالث عام 84 لحمايتهم من قطاع الطرق، وبذلك بلغت الدولة النبطية أقصى اتساعها.
واكتسبت دمشق وضع مدينة حرّة، وهو ما كان يعفيها من الضرائب ويشجّع فيها التجارة، وشكلت حلف المدن العشر أو “الديكابوليس” بدءًا من القرن الأول قبل الميلاد؛ ومنحت في عهد الإمبراطور هادريان وضح متروبول أي مدينة كبرى.
وإن لم تكن مركزًا لولاية حتى عام 400 حين قسّم البيزنطيون البلاد إلى أربعة ولايات، والتي كانت دمشق بموجبها عاصمة ولاية فينيقيا الثانية. ولعلّ أكبر كارثة حلّت بالمدينة، الاجتياح الفارسي عام 614 بقيادة كسرى الثاني، والذي انتهى عام 629 حين تمكن هرقل من طرد الفرس في سوريا.
بقايا معبد جوبيتير في دمشق.
مكثت دمشق سريانية اللغة والثقافة في العصور الأنتيكية، رغم انتشار اليونانية فيها لاسيّما في الطبقات العليا، ولم تحلّ لغة الانثقاف مكان اللغة الأصلية كما حصل في مناطق عديدة لاسيّما في الساحل، وبرزت من دمشق شخصيات سورية يونانية الثقافة على مستوى الإمبراطورية مثل أبولودور.
وشهدت دمشق في مرحلة سوريا الأنتيكية، ازدهارًا عمرانيًا، وتخطيطًا على نمط هيبوداموس وتوسعًا، واحتوت كعواصم العالم الإغريقي، مسارح، وساحات لسباق الخيل، وحمامات، وأقواس نصر، ومدافن فخمة، ويعود لتلك الحقبة من تاريخ دمشق، نمو سورها، وأبوابها.
ويضيف بعض المؤرخين قلعتها. خلال مرحلة ما قبل الميلاد، انتشرت عبادة الإله الآرامي حدد – وهو المقابل لجوبتير الروماني، وزيوس اليوناني، ضمن سياسة توفيق الآلهة – في المدينة؛ ووصف بكونه سيّد دمشق، وشيّد على اسمه معبد جوبتير.
ووجدت في دمشق جماعات ضخمة من يهود سوريا من مرحلة قبل الميلاد، وانتشرت فيها المسيحية منذ قرنها الأول، وحسب سفر أعمال الرسل، فإن القديس بولس، تحوّل إلى المسيحية قرب دمشق،[أع 9:3] ومنها انطلق في النشاط التبشيري، بعد أن تمّت تدليته في سلة من إحدى نوافذ السور، إذ أراد الحاكم إلقاء القبض عليه وقتله.