skip to Main Content

أورنينا: شجرة نارنج دمشقية تروي حكاية التراث والسياحة في قلب دمشق القديمة

مقدمة
دمشق القديمة، هذه المدينة التي تمتزج فيها العراقة مع الحداثة، تُعرف بأزقتها الضيقة وأسواقها العتيقة وبيوتها الدمشقية التي تفوح منها رائحة الياسمين والنارنج. ومن بين هذه الأماكن التي تحمل عبق التاريخ والهوية الدمشقية، يبرز اسم “أورنينا”، الذي بات رمزًا يجسد روح دمشق عبر الزمن.

أورنينا.. اسمٌ من وحي التراث
يحمل اسم “أورنينا” بعدًا تاريخيًا وثقافيًا عميقًا، إذ يعود إلى اسم مغنية آشورية عُرفت بصوتها العذب الذي كان يطرب القلوب في المعابد والمجالس الملكية. واليوم، يحمل مطعم أورنينا في دمشق القديمة هذا الاسم، ليعيد إحياء تراث غني بالموسيقى، الفن، والنكهة الدمشقية الأصيلة، تمامًا كما يفعل شجر النارنج الدمشقي الذي يرمز إلى الأصالة والتجذر.

دمشق القديمة.. مقصد سياحي لا مثيل له
تعد دمشق القديمة واحدة من أبرز الوجهات السياحية في العالم العربي، حيث تشتهر بأبوابها السبعة العريقة، أزقتها المرصوفة بالحجارة، وأسواقها التراثية كسوق الحميدية، سوق البزورية، وسوق مدحت باشا. ولكن، ما يجعل دمشق القديمة أكثر تميزًا هو انتشار المطاعم والمقاهي التراثية التي تحوّلت إلى واحات تجمع بين الضيافة الدمشقية والأجواء الشرقية الأصيلة.

مطعم أورنينا.. تجربة فريدة للسائح والدمشقي على حد سواء
في لقاء خاص مع الفنان حسام تحسين بك أثناء افتتاح مطعم “أورنينا”، أعرب عن إعجابه الكبير بهذا المشروع، قائلاً:
“المكان جميل ككثير من الأماكن الموجودة في دمشق القديمة، وأنا مسرور لما يحدث في دمشق القديمة من عمل يجعلها قبلة للأنظار ووجهة السياح.”

وأضاف أن المطاعم والاستراحات في دمشق القديمة أصبحت جزءًا أساسيًا من البنية التحتية الجاذبة للسياحة، فهي توفر للزوار بيئة تجمع بين الأجواء الدمشقية والخدمات الحديثة التي يحتاجها السائح.

شجرة النارنج الدمشقية.. رمز العراقة والجمال
ما يميز “أورنينا” ليس فقط أجواؤه الفريدة بل أيضًا ارتباطه الوثيق بأحد أهم رموز الطبيعة الدمشقية، وهي شجرة النارنج. هذه الشجرة التي تنتشر في أفنية البيوت الدمشقية وأسواقها، تُعد جزءًا لا يتجزأ من هوية المدينة، حيث تستخدم زهورها في صناعة ماء الزهر، وزيتها في العطور، وثمارها في تحضير المربيات والمشروبات الشرقية التقليدية.

السياحة في دمشق القديمة.. مستقبل واعد
تستمر دمشق القديمة في استقطاب السياح من مختلف أنحاء العالم، خاصةً مع انتشار المشاريع التي تهدف إلى الحفاظ على التراث وإعادة إحياء المواقع الأثرية بلمسات حديثة. ومن خلال مطاعم مثل “أورنينا”، يمكن للزوار خوض تجربة تجمع بين الطعام الدمشقي الأصيل، الفن، والثقافة، مما يعزز مكانة دمشق كوجهة سياحية رئيسية في المنطقة.

خاتمة
يبقى “أورنينا” أكثر من مجرد مطعم، فهو انعكاسٌ للهوية الدمشقية وتراثها العريق، حيث تمتزج رائحة النارنج والياسمين مع نغمات العود والقصائد الشرقية، لتخلق تجربة لا تُنسى لكل من يزوره. إن الحفاظ على الطابع الدمشقي الأصيل مع إدخال عناصر الحداثة هو مفتاح استمرار دمشق كإحدى أقدم وأجمل مدن العالم، ومطعم أورنينا هو أحد المعالم التي تجسد هذا التوازن الفريد.

 

This Post Has 0 Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top