باب شرقي
Description
اسمه الأصلي: اسمه الأصلي S U N أي الشمس، وهيليوس الإغريقي HELIOS يقابله عند الرومان سولSOL وهو في سور المدينة الشرقي، والبابُ مُؤلفٌ من ثلاثةَ مداخلَ يُستعمل الأوسطُ الكبيرُ منها لمرورِ المركباتِ،
أسماؤه الأخرى : باب شرقـي، الشمس، هليوس، سول .
وهو من الأبواب السبعة الأصلية، ويُنسب إلى عظماء الروم،
ويُظنُ أنه بُني في عهدِ سبتيموس سيفيروس وكركلا في القرنِ الثاني والثالث الميلادي، وهو البابُ الوحيدُ المتبقي من تلك الفترة. يُذكر أنه رسمَ فوقَ رتاجِ البابِ نقشٌ نافرٌ على حجرِ عبارةٌ عن صورةِ قرصِ الشمسِ، تنبعثُ منه أشعةُ نورٍ، واستمرَّ وجودهُ طيلةَ القرونِ الأولى الميلاديةِ.
يقع في الجهة الشرقية من المدينة القديمة وهو من الأبواب السبعة الأصلية، بناه الرومان ونسبوه لكوكب الشمس التي يمثلها الإله الإغريقي هيلوس أو سول عند الرومان، ويقال بدون إثبات أنهم أقاموه على أنقاض الباب اليوناني الأسبق، وربما شيّده اليونانيون في موضع الباب الآرامي القديم، ولا نملك دليل على هذا. هكذا يقول الدكتور "قتيبة شهابي". (ويلاحظ في وقتنا الحالي وجود باب صغير أسفل المنارة البيضاء مغلق يوصل لعمق 8-10 أمتار لجزء من المدينة القديمة والشارع المستقيم.
لهذا الباب أهمية كبيرة حيث أن في المدينة القديمة - دمشق – شارع رئيسي عريض يمتد من الغرب إلى الشرق ينحصر بين باب الجابية وباب شرقي واشتهر هذا الشارع "بالشارع المستقيم" طوله 1500 متراً، وكان يتألف من طريق واسع في الوسط يقابل فتحة الباب الوسطى، ورواقين جانبيين مسقوفين يقابلان الفتحتين الصغيرتين للبابين الشرقي والغربي، تحملها الأعمدة الكورنتية الجميلة تظهر بعضها من حين لآخر أثناء أعمال الحفر والبناء. وكانت المخازن التجارية موزعة على طول هذا الشارع بحذاء أروقته.
وكان هذا الشارع الجميل مزيناً بالتماثيل، أدرك العرب أحدها، وهو عبارة عن عمود عليه تمثال رجل باسط ذراعيه، وآخر على رأسه مثل الكرة وفيها حديد، وكانت تقطع هذا الشارع أقواس النصر، ظهرت إحداها منذ أعوام، وكانت على عمق 450 سم من سطح الأرض الحالية نظراً لارتفاع سوية الشارع على مر العصور. وقد عمدت مديرية الأثار عام 1950 إلى ترميم هذه الآبدة ورفعها إلى مستوى الشارع، لأنها هامة وتحتفظ بإحدى فتحاتها كاملة وبعض الأعمدة التي تزينها. ونعتقد أنها القوس التي يسميها ابن عساكر بقنطرة سنان، وحدثنا ابن كثير في البداية والنهاية عن وجود قوس أخرى في الغرب من هذه الأقواس، تهدمت في القرن الثاني للهجري، واستخدمت أحجارها للبناء.
تضم المنطقة المجاورة له العديد من الكنائس والمساجد، إضافة إلى العديد من المحلات التجارية المخصصة لبيع التحف والأنتيكات، ومنطقة باب توما، والأمين، والمنطقة الصناعية، هي من المناطق المجاورة للباب الشرقي، والمنطقة سميت باسمه: منطقة باب شرقي.
وعند الفتح العربي الإسلامي لدمشق دخل منه القائد خالد بن الوليد عنوةً عام 635 م وجرت عنده معارك كبيرة، ومن هذا الباب كان دخول قائد الجيش العباسي عبد الله بن علي عند قدومه لدمشق عام 132هـ 749م، وارتكابه المجازر فيها، ومنه دخل الملك العادل نور الدين الزنكي عام 549هـ / 1154م ثم قام بترميمه مع بقية أبوب دمشق وسورها وبنى عليه مئذنة ومسجداً صغيراً وأقام أمامه باشورة، ويعتقد أن نور الدين هو من قام بسدّ الفتحتين الوسطى والجنوبية من الباب لأسباب دفاعية، وفي أواخر القرن التاسع عشر هدمت الباشورة من أمام الباب وأزيل المسجد الصغير في وقت سابق ,وقد كُشفت ورممّت حديثاً. أما القنطرةُ القديمةُ فقد اُستعملتْ حجارتهُا لتبليطِ جامع الأموي عام 1206م. كما رمّم في عهدِ الانتدابِ الفرنسي عام 1926م، وحتى عام 1950م كان فيه مدخل واحد مفتوح , ولكن بعدها تمّ إعادة فتح البوابتين الوسطى والجنوبية من الباب وذلك بعد ترميمه ترميماً شاملاً.