بيت جبران شامية
بيت جبران شامية في حي باب توما الذي تحول الى مدرسة الرعاية الخاصة (البيزانسون):
هو من أكبر و أجمل بيوت دمشق القديمة المعروفة بتراثها المعماري الرائع ، بناه أنطون شامية 1863 م.ي
قع بيت شامية داخل أسوار مدينة دمشق القديمة في شارع باب توما و المؤدي من الباب ( باب توما الأثري ) باتجاه الشارع المستقيم و جامع البيانية عند سفل التلة ، و مقابل لدير الآباء العازاريين ، و كذلك مقابل كاتدرائية مار جرجس - للسريان الارثوذكس بمحلة باب توما .
دمر في حوادث عام 1860 وأعيد بنائه عام 1863 أكثر أبهة وأميل إلى النماذج الأوروبية.وقد تم ترميمه بالكامل في عام 1866 من أموال التعويضات التي خصصت للمسيحيين الدمشقيين و الذين تضرروا من جراء أعمال التخريب .. والتي حصلت في بداية ستينات القرن التاسع عشر و المعروفة بـ ( طوشة الستين) حوادث عام 1860.
وجاءت عمارة البيت بأحلى حللها و صار يومئذ من أجمل البيوت الدمشقية المسيحية التي شُـيدت بتلك الفترة بعد إعادة ترميمه بالكامل وبتميزه بالخصائص المعمارية والزخرفية البديعة، وبلغت تكاليف بناء البيت ككل 30 ألف ليرة عثمانية.
بيت أنطون شامية كان معروفاً بأنه أجمل وأفخم بيوت دمشق على الإطلاق هذا البيت له ذاكرة تاريخية، إذ إن الإمبراطور الألماني غيوم الثاني زاره عام 1898 نظراً إلى المكانة الرفيعة التي كان يتمتع بهاجبران شامية بعد وفاة والده أنطون.
كان في البيت ليوان كبير، والليوان هو غرفة كبيرة دون جدار رابع تنفتح على ارض الديار (الفناء ذو الفسحة السماوية) في البيوت العربية القديمة، وله قنطرة تسمى (تاج الايوان) مزينة بإطار من الحجر منها المزين بالابلق، ومنها المزين بالاملق ومنها مشيد بالحجر البازلت الاسود، وهي حجارة مزخرفة بطريقة الحفر مع تشكيلة واسعة من الزخارف النباتية الهندسية.
وعادة ما يعلو سقف الايوان زخارف خشبية ملونة تسمى (العجمي ). كما ترتفع أرض الايوان عن مستوى أرض الفناء بما يعادل من 20 الى 40 سم .
أوقف هذا المنزل الفخم للبطريركية الكاثوليكية ( يقال أن الذي أوقف هذا المنزل الرائع للبطريركية الكاثوليكية هو السيد عبدالله خياطة الذي كان آخر من اشتراه بعد بيعه من قبل عائلة شامية, والجدير ذكره أن السيد عبدالله خياطة وهب هذا المنزل لوقف البطريركية إيفاءً لنذر قطعه على نفسه أمام الله تعالى في حال رزقه بطفل فكان له ما أراد, وهناك لوحة جدارية قريبة من المدخل الرئيسي للمدرسة تؤكد هذه الرواية)، و البطريركية الكاثوليكية حولته إلى إحدى أهم المدارس:
مدرسة الرعاية الخاصة أو مدرسة راهبات البيزنسون وقد تم تحويل القاعة الرئيسية فيه إلى كنيسة جميلة تحوي أيقونة جدارية رائعة للسيدة العذراء في ليوان البيت.
بعد بناء المدرسة خارج أسوار المنزل عاد وقفاً مسيحياً.