متحف دمشق التربوي
Description
ما إن تدخل المتحف التربوي في دمشق حتى تشعر وكأنك بدأت رحلة في غابات مجهولة من القارة الإفريقية، حيث يدمج المشهد بين محنطات البيئة الإفريقية والهندية من رؤوس الغزلان وجماجمها إلى أجسام الحيوانات من زرافات وفيلة، والطيور النادرة، والتي توزّعت في أرجاء المكان بشكلٍ إبداعي.
الجدران ممتلئة بنماذج من أوراق وأغصان الأشجار من بيئة المُقتنيات الموجودة. يسمع الزائر مؤثّرات صوتية تجذبه ليعيش واقع تلك الأماكن البعيدة المُتعلّقة به لترسم انطباع إحياء الثقافة في بلدان تبعد عنها آلاف الكيلومترات. ليست الأصوات وحدها وسيلة لنقل هذه الحضارة. فالإضاءة أيضاً وجدت مكاناً لها لتتمتّع بأهميةٍ لنقل هذا التراث، حيث يتم استخدامها بشكلٍ علمي وفني لتسلّط الضوء على خيال الأشياء المعروضة وأعماقها.
أقسام ثلاثة يحتويها هذا المتحف حيث لا تقلّ أهمية إحداها عن الأخرى، إذ يضمّ القسم الأول صالة عرض سينمائية يتم عبرها تعريف الزوّار بالمتحف وموجوداته، إضافة إلى عرض أفلام وثائقية وبرامج علمية حول تفاصيل عن بيئات جغرافية معينة والكائنات الحيّة التي تقطنها.
ولعلّ أكثر ما يميّز القسم الثاني من المتحف حضور أجسام مُحنّطة لحيوانات البيئة الإفريقية التي قدّمها ووثّقها الصيّاد السوري حسين الايبش من مجموعته التي حصل عليها خلال رحلته إلى إفريقيا والهند بين أعوام 1914 – 1926، فضلاً عن مجموعة من الصوَر الفوتوغرافية التي توثّق رحلته في تلك البيئة المجهولة.
أما القسم الثالث للمتحف فيتميّز بما يحتويه من وسائل تعليمية جُمِعت من مدارس دمشق ومراكز علمية وتثقيفية تُضيء على حضارات أخرى.